كتبت- دينا كرم:
شهدت آراء خبراء سوق الذهب تباينًا واضحًا أثناء حديثهم مع “مانشيت” بخصوص تأثير قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة على أسعار الذهب ومستوى الطلب المتوقع عليه خلال الفترة المقبلة.
وكان البنك المركزي قد قرر تخفيض سعر الفائدة بنسبة 1% خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية يوم الخميس الماضي، وهو الخفض الثاني على التوالي، ليصل معدل الفائدة إلى 24% للإيداع و25% للإقراض، ويرجع هذا القرار إلى تباطؤ معدل التضخم مع التوقعات باستمرار تراجعه.
يأتي ذلك بعد أن قام المركزي في اجتماعه السابق بشهر أبريل بخفض سعر الفائدة بنسبة 2.25%، وهي الخطوة الأولى من نوعها منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، حيث استهدف من خلالها تحفيز نمو الاقتصاد وتقليل تكاليف الاقتراض على القطاع الخاص.
تأثير محدود
صرّح لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، لـ”مانشيت”، أن خفض الفائدة كان من المفترض أن يدفع المواطنين للتحول للذهب كملاذ آمن واستثماري بديلاً عن الاستثمار في البنوك، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعاره.
لكن منيب أوضح أن نسبة التخفيض الحالية (1%) تعتبر طفيفة نسبيًا، بحيث لا تشكل محفزًا كافيًا للمغامرة بسحب الأموال المدرّة للعوائد المرتفعة من البنوك في ظل جاذبية العائد البنكي الحالي، مضيفًا أن التوترات السياسية العالمية ساهمت بالفعل في رفع أسعار الذهب بنسبة 25% منذ بداية العام، مما يجعل اتخاذ قرار الشراء حذرًا، خاصة مع احتمالية انخفاض الأسعار حال حدوث انفراجة على الصعيد السياسي العالمي.
الأوضاع ثابتة
وفي السياق ذاته، أشار واصف أمين، رئيس الشعبة العامة للذهب سابقًا، خلال تصريحاته لـ”مانشيت”، إلى أن خفض سعر الفائدة لم يُحدث تغييرًا كبيرًا في توجهات الأفراد، موضحًا أن العملاء الذين يعتمدون على العوائد الشهرية من شهادات الادخار لا يزالون يعتبرونها الخيار الأكثر أمانًا لتلبية احتياجاتهم المعيشية.
وأوضح أمين أن المستثمرين الذين اشتروا الذهب عند انخفاض أسعاره يفضلون الاحتفاظ بما يملكون للاستفادة من صعود الأسعار، معتبرًا أن السوق يشهد حالة من الثبات حاليًا سواء في معدلات البيع أو الشراء، مشددًا على صعوبة التنبؤ بحركة الأسعار في ظل التغيرات السياسية العالمية المتسارعة التي أصبحت تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه الأسواق.
ارتفاع متوقع في الطلب والسعر
على الجانب الآخر، توقّع نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، أن يؤدي قرار خفض الفائدة إلى زيادة الطلب على الذهب، مستشهدًا بإمكانية قيام بعض حاملي شهادات الادخار بسحب أموالهم من البنوك واستثمارها في الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا لمواجهة التقلبات الاقتصادية.
وأضاف نجيب أن الاتجاه المتوقع لأسعار الذهب خلال الفترة القادمة قد يشهد ارتفاعًا نتيجة زيادة الطلب عليه، مما قد يجعل الوقت الحالي فرصة ملائمة للراغبين في الشراء قبل أي زيادات مرتقبة في الأسعار.
اقرأ أيضًا:
مصر تعفي واردات السيارات الأمريكية والألبان من القيود الاستيرادية
المانجو “الأسواني” تظهر في الأسواق.. فما موعد محصول الزبدية والعويسي؟
جرام الذهب يقفز 175 جنيها خلال أسبوع.. ما الأسباب وهل يواصل الصعود؟